الكاتب “محمد أمير ” يوضح كيف يتم سارقه الحضاره المصريه

بعد الحرب الاهلية الامريكية ما انتهت واللي كان قوامها انفراد الجنوبيين بأحقية استعباد ذوي الاصل الافريقي للعمل في مزارعهم ومناجمهم، انفصل الافرو-اميريكان في الجنوب في مجتمعات منغلقة “كذلك ممن هاجر الى الشمال”، وبدأوا مرحلة جديدة استقلالية في التعليم والدين “استقلال كنائسهم عن كنائس البيض” ..

مع الوقت خصوصا مع تصاعد وتيرة مثقفي الافرو-اميريكان في الحقوق المدنية الامريكية، وظهور العلماء والفلاسفة والمثقفين من الفريق الامريكي من اصل افريقي، وبقا ليه صوت، ظهرت الحاجة لتعويض النقص المجتمعي اللي شافوه على ايد “المستعمر الاوروبي” على حد وصفهم، بالبحث عن ماهية تبرر تآمر الانسان الأبيض على الثقافة الافريقية، فكان لابد من الحفر لايجاد صلة مابين تاريخ العالم القديم والانسان الافريقي، ثم الترويج لمؤامرة تسعى لإخفاء ماهيتهم دي، فتتساوى الرؤوس.

فا في بدايات القرن العشرين، خرج الى العامة في الولايات المتحدة مصطلح جديد سموه “المركزية الافريقية” او الأفروسنتريزم، واللي بيحاول إلصاق معظم الحضارات القديمة لأفريقيا، ثم محاولة اقناع العامة بأنه قد تم تزوير التاريخ لصالح المستعمر الأبيض، وان التاريخ كله مزور والحضارة أصلها إفريقيا.

المصطلح لقى رواج كبير خصوصا في خدمة قضية العرقية الامريكية اللي كانوا هناك بيعانوا منها حرفيا، وخرج العديد من العلماء من اصل افريقي يبرروا ويحطوا دلائل تنسب كل حاجة ليهم، لدرجة ان المنظمة دي لما كبرت بقا ليهم يوم اجازة رسمي اسمه “الكوانزا” لحد النهاردة بياخدوه،

من اشهر مناظريهم “أنتا ديوب” سنغالي من المؤمنين لنظريات الافروسنتريك، وليه محاضرات معروفة بيستشهدوا بيها لحد دلوقتي، ويعد من اشهر محاضراته هي محاولة الربط بين الحضارة المصرية وافريقيا.

كذلك “موليفي كيتي أسانتي” امريكي واستاذ في جامعة تمبل، وليه 66 كتاب لحد دلوقتي بيتكلموا عن الاصل الافريقي لكل شيء، وده معروف بكونه من اشهر المدافعين عن النظرية دي، وليه محاضرة شهيرة جدا القاها عن المركزية الافريقية سنة 2000 وفيها اعلن صراحة عن افكاره واللي هيا الآتي ..

– الفلسفة نشأت في إفريقيا، واتسرقت عن طريق اليونانيين

– المبشرين والأئمة تعمدوا تجهيل الشعب الافريقي بتاريخه على مدار مئات الاعوام عشان يسرقوا الحضارة من الشعب الافريقي

– اليونان هي في الاصل مستعمرة افريقية

– السيد المسيح اسمر البشرة

– الحضارة المصرية بناها ملوك افارقة واننا دلوقتي مجرد محتلين عرب بيض البشرة

– الامازيغ احفاد الرومان ومحتلين والشمال الافريقي اصله افريقي

– الحضارات القديمة كلها افريقية، فينيقيا، مصر، قرطاج، حتى جزيرة العرب

– اختبارات الهابلوجروب بتثبت ان ملوك الحضارات القديمة سود البشرة،

– امريكا قبل كولومبوس كانت افريقية.

الافكار دي مع الوقت انتشرت وبقت جزء من قناعات شعوب كاملة، شايفين انهم البناه الحقيقيين للحضارة العالمية وان البيض الاوروبيين والعرب وغيرهم سرقوها ونسبوها لنفسهم، لدرجة ان سنة 2015م في فرنسا، اعضاء من المنظمة المركزية الافريقية اقتحمت السفارة المغربية في فرنسا، وبدأوا يطالبوا بطرد المغاربة من المغرب وضمها لافريقيا، ووصل الامر لتمثيل الافرو-اميريكان في اعمال السيرة الذاتية لشخصيات من البيض، زي ما حصل مع نتفلكس في تمثيل آن بولين زوجة هنري الثامن كزوجة افريقية.

الفكرة الاهم في كل ده هو الترويج الواسع الانتشار على كون الحضارة المصرية افريقية الاصل، الموضوع بدأ بمقالات بتنتشر اوراق علمية، وصولا لبوستات على السوشيال ميديا، لحد ما بقا امر مسلم به لاغلب غير المتحدثين باللغات العربية، نظريات مؤمن بيها علماء ليهم وزنهم زي ” ماركوس غارفي ، وجورج جيمس ، والشيخ أنتا ديوب ، ومارتن برنال ، وإيفان فان سيرتيما ، وجون هنريك كلارك ، والمستشار ويليامز ، وموليفي كيت أسانتي” وغيرهم، وبيدفعوا ملايين عشان تنتشر بين العامة اللي مش فاهمين في تاريخهم حاجة.

الموضوع مبقاش منظمة، بقا ايدولوجيا عالمية جديدة، عايزين يقنعوك انك مش صاحب الحضارة دي، وانك حتى مش صاحب الارض بل ان الافارقة ملكوها وحكموها، وانك دلوقتي ليس الا مستعمر عربي قعدت هنا، مع ان واحد زي ستيفن هاو أستاذ تاريخ وثقافات الاستعمار في جامعة بريستول قال ان المصريين دلوقتي احفاد بتوع زمان وان الانفتاح العربي اتأثر بالعرق المصري مش العكس، لكن مصممين بردو في نسب الحضارة كلها لإفريقيا، للاسباب السالف ذكرها.

الموضوع فيه تفاصيل اكبر من كدة بكتير، بس انا قلت احكي عن اصل المنظمة دي وطريقة شغلها لاسباب كتير، على رأسها ان اليومين دول نظرية الافروسنتريك شغالة على ودنه، انتا هنا في مصر تعتبر الوحيد الغير مؤمن دلوقتي بالنظرية دي، كل اللي حواليك بقوا مؤمنين بيها وبيطالبوك بالاعتراف بيها، لدرجة ان صورة زي اللي تحت دي انتشرت عالسوشيال ميديا عالميا على انها صورة “الملك المصري اخناتون ونفرتيتي” وقال ان الذكاء الاصطناعي اللي رسمهم، عن طريق مصور هولندى اسمه باس أوترڤيك .

الفيصل الوحيد دلوقتي في كل الحملات اللي دايرة عليك، العلم والكتب، لما تلاقي مصريين مثقفين بيروجوا لصورة زي دي او اللي على شاكلتها، متزعلش لو حكومة ما استغلتها زريعة عشان تعمل بينك وبينها كراهية، او تطالبك بحق مش حقها، او عالاقل تبقا واقف في النص جوا دايرة بتتهمك بأنك مجرد محتل لارضك وهي مش من حقك، واديك شايف بيتبني ايه عند منابع النيل.

دي مش عنصرية مني بالعكس، الحضارة الافريقية على راسي من فوق والكفاح الافريقي ضد المستعمر تاريخ يتدرس، لكن فيه فرق بين العنصرية وبين الحقائق اللي بيتم تزييفها اليومين دول عشان شوية مكاسب سياسية، وانا وانتا اهوه واراهنك انه هيتعمل فيلم فيه الحضارة المصرية افريقية، وهننوح نفس النواح ده، عشان تبقا مبسوط اوي وانتا بتنسب الاهرامات لقوم عاد والفضائيين واخواتنا البعدا الى اخر الخزعبلات دي.

اقرأه المقال على حسابه الشخصي

عن Mahmoud Qotb

شاهد ايضا

فخامه الرئيس” عبد الفتاح السيسى” أبهرتنا وحيرت العالم

       كتب :محمود دسوقى فخامه الرئيس عبد الفتاح السيسى أبهرتنا وحيرت العالم فى الداخل والخارج …