مصر كانت أول نظام قومي رشيد في تاريخ الإنسانية،

مصر.. فجر الضمير والعدالة الاجتماعية

أول حكومة مركزية بوزاراتها المختصة، وأول جيش نظامي بالعالم وأول منظومة حكم متكاملة الأركان بإنشاءات عملاقة ومبهرة وشبكة تراتبية من المؤسسات الحكومية المختصة بمختلف الأمور، لكن مع السبق في المعمار والفن والهندسة وطريقة الحكم المركزية الرشيدة، كان هناك سبق من نوع آخر، أجمل وأرق وأقيم، سبق في “الضمير والأخلاق”..

من المعروف إن مصر فجر الضمير، نسمع هذه الجملة كثيرًا لكن من دون أن يحضر في أذهاننا شواهدها، السبق في الضمير والأخلاق الذي عاشته مصر أيام أجدادنا ظهر في منظومة متكاملة من القوانين الملزمة، التي تكفل حقوق المواطنين كافة في الحياة الكريمة، وتكافؤ الفرص، والأهم “العدالة الاجتماعية”.. هل تعلم ماذا يعني أن يكون لدى الأمة المصرية منذ أربعة آلاف سنة منظومة قيم وأخلاق تحقق فعلياً مفهوم “العدالة الاجتماعية” من دون توظيفه سياسيًا أو التربح من خلاله بأي شكل؟ هذا يعني صدقية التوجه وتباعاً عظمة السبق..

التمثال الذي أمامكم يظهر إلى أي مدى كان المجتمع المصري القديم متحضر، وفيه فكرة “العدالة الاجتماعية”، التمثال لمجموعة للقزم سنب وعائلته وجد داخل ناوس بمصطبته الجنائزية بالجيزة، وهي أول مقبرة لها سقف على شكل القبة وغرف دائرية، يُصور سنب جالساً بأرجل متدلية و بجانبه زوجته تعانقه بمودة (يدها على كتفه) وهى طبيعية الطول، ولتحقيق التناسق فى التمثال قام النحات بتصوير أبني سنب مكان رجليه ليصبح بطول زوجته، وكما فى قواعد الفن المصري القديم صور الطفلان عراه كلا منهما يضع أصبعه السبابة فى فمه، يقف الفتى على اليسار ولونت بشرته بلون أغمق من أخته التى تقف على يساره، يذكر النقش على القاعدة وأمام المقعد أن القزم سنب كان كاهنا جنائزيا فى عصر الملكين خوفو وجدف رع ومسؤول عن الخزانة الملكية.

سنب، رغم ظروف قدراته الخاصة، لم يُمنع من تولي أرفع المناصب الحكومية في مصر “مسؤول الخزانة الملكية”، وحظي باحترام وحب زوجة جميلة، تشمله برعايتها وحبها واحترامها، كما يصور التمثال، لم ينبذه مجمتع أو حكومة، هذا السبق الأخلاقي والقيمي أصبح الآن بعمر أربعة آلاف وأرربعمائة عام.

عن Mahmoud Qotb

شاهد ايضا

محمود العشيري يتحدث عن خطوره الحسد

حاجات الحسد قادر يعملها : 1- قادر يخليكم تتحولوا من زوجين بتحبوا بعضيكم لزوجين أطلقتوا …